[ad_1]

 

من أكثر الأجوبة شيوعاً عند سؤال الشخصيات الناجحة عن سر نجاحهم هو أن نتعلم من أخطائنا ولا نخشى الفشل، وكثيراً ما نسمع “كل ابن آدم خطاء” وأن “الخطأ خير معلم”.. ولكن لو كان التعلّم من الخطأ عملية طبيعية وسهلة، فما تفسير أننا أحياناً نكرر الخطأ ذاته عدة مرات ونكرره بطرق مختلفة في مواقف مختلفة ومع أشخاص مختلفين؟ هل هذا يعني أننا لم نتعلم الدرس بشكل جيد؟ أم أننا لم نوفق في تحديد حقيقة الخطأ بشكل واضح؟ وهل هو إشارة أننا تعلمنا دروس سطحية فقط، أم أننا نتعلم الدروس الخاطئة أو هناك دروس أهم وأفضل لم نلتفت إليها؟؟

تُعَلمنا الأخطاء أن نخوض رحلة مستمرة ومتغيرة نجدد فيها ما نريده من حياتنا، ونعيد تعريف ما نتوقعه من أنفسنا ومِن مَن حولنا، وتجعلنا نعيد النظر في قيمنا وأهدافنا وتوقظنا وتركز انتباهنا إلى ما نحتاج أن نحسنه في أنفسنا وكأنها لافتة وامضة تقول “عليك أن تصلح هذا”. وكأن الخطأ هو الرفيق الذي يمسك بيدنا – أو يزجنا أحياناً – إلى حياة أفضل.

تُعَلمنا الأخطاء أن نتقبل أنفسنا وعيوبنا وتساعدنا أن ندرك أننا محبوبون على الرغم من تقصيرنا، فمعظمنا لديه تاريخ طويل من جلد الذات والتوبيخ بسبب كثير من الأخطاء التي وقعنا بها. إن تقبلنا لأخطائنا واعتبارها جزءاً أساسياً من “إنسانيتنا” يساعدنا أن نتعمق في فهم دوافعنا ويسمح لنا أن ننظر للخطأ بحيادية أكثر مما يساعدنا في استنباط الدروس الجوهرية منه. وقد نحتاج أن نكرر الخطأ أكثر من مرة إلى أن نتقن تعلم الدرس وبذلك ينتهي دور هذا الخطأ ويخرج بسلام من حياتنا.

عندما نواجه أخطاءنا وأسبابها، غالبًا ما يأخذنا ذلك مباشرةً إلى منبع مخاوفنا وجذورها. فالطفل يتعلم الكذب خوفاً من الوالدين أو المعلم ونمارس نحن كموظفين وأزواج وأبناء ومواطنين كثيراً من الأخطاء لأن في دواخلنا مخاوف نريد أن نتغافل عنها أو نثبطها أو نتخلص منها. إن عدم مواجهة هذه المخاوف في حد ذاته من أكبر الأخطاء التي تقع فيها الإنسانية… فإما أن نمشي نحو مزيد من الخوف بفرارنا منه وإما أن نمشي نحو حقيقتنا بحب ونواجه الخوف ونعالجه في داخلنا بطريقة صحية وجذرية.

الوقوع في الخطأ يكون أحياناً دعوة صريحة لفتح الباب للآخرين أن يقدموا لنا المساعدة والطمأنينة بأننا لسنا وحدنا نخوض الحياة، بل هناك من يشاركنا همومنا ونشاركه ونعلمه ونتعلم منه. إن الخطأ ومحاولة تصحيحه يجمعنا بأحبابنا ويعمق علاقتنا بهم، ويُعرفنا إلى جدد قد تكون حياتنا بعد دخولهم إليها أفضل بكثير.

لا نستطيع أن نأخذ هدنة من الخطأ ولكن نستطيع – بالتأكيد – أن نعقد صفقات سلام داخلي وتعايش مع حقيقة أننا سنظل نخطئ ونتعلم من أخطائنا لأن حياتنا الطيبة وتطورها مرهونة بذلك.



[ad_2]