البناء الأخضر و تسهيلات علم حديث..

تقنية البناء المستدام أو البناء الأخضر تعني تطبيق تصميم الهياكل والمباني والساحات التجارية بطريقة مراعية للبيئة ومحافظة على الموارد في أثناء دورة حياة المبنى بداية من التخطيط والتصميم والبناء والتشغيل والصيانة والتجديد وحتى هدم المبنى نفسه.

عندما تقرأ “تقنية البناء الأخضر” ولو كنت تمتلك قدرًا ضئيلًا من العلم فيما يتعلق بالهندسة ومواد البناء، ستتوقع أن المصطلح مرتبط بالحفاظ على البيئة أو بشيء معني بالبيئة بشكل عام. وقد يعتقد من لديه خلفية عن تكنولوجيا المعلومات أن تقنية البناء الأخضر هي برنامج ما لتصميم هياكل صديقة للبيئة.

مبدئيًا، إذا عرفنا كيف يمكن لتقنية البناء الأخضر أن تحافظ على البيئة ثم عملنا على تبني تقنيات معينة للحفاظ على النظام البيئي عبر الالتزام بتلك المعايير، فإن ذلك سيحسن وضعنا الحالي بشكل كبير.

أحد أكثر الأشياء أهمية في الحياة هو البيت؛ لذا يحاول الجميع استخدام أفضل الخامات المتاحة لبناء بيته، غير أن أثر ذلك المبنى أو المنزل على البيئة يعد أحد آخر الاعتبارات المأخوذة في الحسبان، وهو ما يجب تغييره.

في عالمنا اليوم يزداد الدعم الدولي للقضايا البيئية؛ لذا يعد من الضروري أن يبدأ المرء من بيته، فلا توجد طريقة تحافظ بها على البيئة أفضل من إعادة تصميم بيتك بطريقة صديقة للبيئة.

الجزر الحرارية الحضرية هي إحدى الظواهر التي تؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة المدن مقارنة بالمناطق المحيطة بها نظرًا لكثافة المباني الإسمنتية الموجودة في هذه المنطقة. تساهم الأبنية الإسمنتية في زيادة الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتشير إلى ارتفاع الكثافة السكانية وقلة المساحات الخضراء.

بلغ استغلالنا للبيئة أقصاه هذه الأيام؛ لذا فإن أي خطوة تجاه البيئة وإن كانت صغيرة تعد مهمة للغاية.
أهمية تقنية البناء الأخضر:
مبدأ تقنية البناء الأخضر المعروفة غالبًا بتقنية البناء المستدام تعني أن المبنى مصمم بطريقة تجعله يستهلك طاقة أقل، ولديه تصميم مرن جدًا، ومنخفض في تكلفة صيانته.

وفقًا للبيانات تستهلك عمليات البناء حول العالم ثلاثة مليارات طن من المواد الخام كل سنة. باستخدام تقنية البناء الأخضر يمكننا تقليص هذا الرقم دون التفريط في عمر وقوة المباني
إذا كنت محتارًا أتستخدم تقنية البناء الأخضر أم لا، فثمة قدرٌ معتبرٌ من الأدلة التي تثبت أن البنايات الخضراء تعوض مالكيها وسكانها والمسؤولين عن إدارتها ماليًا لانخفاض تكلفة استهلاكها للطاقة والمياه والصيانة، والأهم هو أن انخفاض التكاليف لا يأتي على حساب التكلفة المبدئية لتشييد المبنى، فالتقنيات الجديدة والتصميمات المدمجة تخفض تكلفة البناء لتساوي تكلفة البناء التقليدية أو تقل عنها.

قد تكون التكلفة المبدئية لبعض التصاميم مرتفعة بعض الشيء، لكنّ دورة حياة المبنى واسترداد تكلفة البناء تعوض ذلك الارتفاع مع مرور الزمن، لكن أولئك الذين لا يريدون تغيير طريقة العمل المعتادة يتجاهلون هذه الحقيقة عادة.

بناء المباني الخضراء:
اختيار المواد الخام مهم لبناء المباني المستدامة. يجب اتباع خطوات معينة لتقييم المواد الخام بيئيًا وهي الاستقصاء -جمع المعلومات الفنية- والتقييم -حساب التكلفة وتقييم القوة والتحمل.. إلخ- واختيار أفضل المواد الخام بناء على نتيجة التقييم.

يمكن استخدام المواد الخام البديلة عوضًا عن المواد الشائع استخدامها. وتختار تلك المواد الخام بناء على جودة المورد والتأثير على جودة الهواء داخل المبنى، والكفاءة في استهلاك الطاقة والحفاظ على الماء، والتكلفة الاقتصادية.

استخدام المواد المعاد تدويرها التي تشمل المحتوى ما بعد الصناعي، واستخدام الموارد الموجودة بوفرة في الطبيعة والمتاحة محليًا لخفض تكلفة الشحن وتعزيز استهلاك المواد المحلية، واستخدام المواد طويلة الأمد والقوية إذا قورنت بالمواد التقليدية، يعد كل ذلك من العوامل المأخوذة في الاعتبار.
جودة الهواء الداخلي أيضًا هو أحد المعايير المهمة في اختيار المواد المستخدمة في البناء، فذلك يؤثر في اختيار مواد قليلة أو منعدمة العناصر السامة، ومضادة للرطوبة، وذات انبعاثات منخفضة للمركبات العضوية المتطايرة؛ لأن كل تلك الصفات مضرة بالصحة.

يمكن أيضًا استخدام تقنية البناء الأخضر في المباني الموجودة بالفعل من خلال تطبيق الخطوات التالية:

تركيب أجهزة التحكم في التدفق في صنابير الماء.
استخدام الصنابير وصناديق الطرد الإلكترونية في الحمامات لتوفير المياه.
إطفاء الأضواء والأجهزة الإلكترونية الأخرى في حالة عدم الاستخدام لتوفير الطاقة.
استخدام أنظمة جمع ماء المطر للحفاظ عليها.
عدم تشغيل مكيفات الهواء على درجة حرارة أقل من 25 درجة مئوية.
استخدام ألواح الطاقة الشمسية في المناطق المعرضة المستقبلة لضوء الشمس لفترات طويلة خلال العام.
إذا كنت تقرأ وتتعلم عن هذه الأفكار المختلفة سترى أن تطبيق هذه الإجراءات في أقرب وقت ممكن للحفاظ على البيئة ليس أمرًا صعبًا للغاية.

الخلاصة:

تقنية البناء الأخضر ليست صديقة للبيئة فقط، إنما اقتصادية أيضًا وتعتمدها العديد من شركات الإنشاءات حول العالم.
تقنية البناء الأخضر تعد مثالًا رئيسيًا على التطور الذي يلبي حاجات الأجيال الحالية دون التفريط في احتياجات الأجيال المستقبلية.
تقنية البناء الأخضر توفر كميات كبيرة من الطاقة التي يمكن استغلالها في مهام أخرى وبالتالي تساعد على تقليل استخداماتنا للوقود الحيوي.
ستثبت تقنية البناء الأخضر أنها مفيدة للدول النامية وتساعد على الحد من استهلاك الطاقة وتعزيز التنمية المستدامة.