اكتشف علماء الفلك فائضًا غريبًا من الغاز في مجرتنا، إذ استنتج فريق عبر دراسة بيانات عشر سنوات من تلسكوب هابل الفضائي التابع لناسا أن كمية الغاز الداخلة لمجرتنا أكثر من الخارجة منها، فبدلًا من التوازن بين كمية الغاز الداخلة والخارجة من المجرة هناك عدم اتزان كبير، ورغم ذلك لم يستطع الفريق المكتشف معرفة مصدر هذا التفاوت الغازي حتى الآن.
استخدم الفلكيون بيانات من محلل طيفي للأصول الكونية موجود لدى تليسكوب هابل Hubble’s COS Cosmic Origins Spectrograph، والذي يمكّن التلسكوب الفضائي من دراسة الأجسام التي تمتص أو تبعث الضوء وتحديد جوانب أخرى مثل درجة الحرارة والبنية الكيميائية والسرعة والكثافة.
تمكن الفريق باستخدام COS من رصد وتعقب حركة الغازات في المجرة، حيث تبدو الغازات أكثر احمرارًا كلما ابتعدت عن المجرة وأكثر زرقةً كلما اقتربت من المجرة وهي ظاهرة تعرف بالانزياح نحو الأحمر والانزياح نحو الأزرق.
سمحت هذه الظاهرة للباحثين بمعرفة أن كمية الغاز الأزرق الداخل للمجرة أكبر من الغاز الأحمر الموجود أصلًا في المجرة، ورغم عدم قدرة الباحثين على وضع يدهم على مصدر هذا التفاوت بدقة، إلا إنهم يعتقدون أن عدم الاتزان هذا قد يكون سببه أحد شيئين:
أولًا: يعتقد الفلكيون أن هذا الغاز الفائض يمكن أن يكون قادمًا من الوسط بين النجمي
ثانيًا: اقترحوا في بيان صدر عنهم إن مجرة درب التبانة تقوم بسحب الغاز من المجرات الصغيرة القريبة منها باستخدام قوة جاذبيتها الهائلة. ويعتقد الباحثون أيضًا بأنه يمكن للغازات الساخنة أن تساهم في هذه الدراسة، نظرًا لكونها اشتملت على الغازات الباردة فقط حتى الآن.
تغادر الغازات مجرتنا عندما تدفعها أحداث مثل المستعر الأعظم أو الرياح النجمية خارج القرص المجري لدرب التبانة، وعندما تعود هذه الغازات للمجرة تساهم بتشكيل نجوم وكواكب جديدة، لذا يعد التوازن بين كميات الغاز الداخلة والخارجة مهمًا لمعرفة كيف يمكن لأجسام مثل النجوم أن تقوم ببناء مجرة كمجرتنا.
قال فيليب ريتشر أحد ناشري هذه الدراسة من جامعة بوتسدام في ألمانيا: «توفر لنا دراسة مجرتنا بالتفصيل الأسس لفهم المجرات حول الكون، ولقد أدركنا أن مجرتنا أكثر تعقيدًا مما تصورنا».
التعليقات