[ad_1]
لا نحتاج إلى الحديث عن كيف أن الحياة معقدة.فمثلا من الصعب علينا إقامة علاقات حقيقية وعميقة ودائمة مع الآخرين. وكذلك ليس من السهل العثور على وظيفة تعطي معنى لحياتك. كقاعدة عامة ، لا يريد الناس تعقيد حياتهم بأي شكل من الأشكال. ولكن هذا ما يفعله الكثير منا عن غير قصد غالبا. إنَّ البساطةَ هي أكثرُ الأمورِ تعقيداً في الوقت الحاضر”هذه المقولة لاحد مفكري العالم ،فلقد وجدنا صعوبةً في التكيُّفِ مع الحياة دونِ تواصلٍ مع أولئك الذين يعيشون في محيطنا، وأدركنا فجأةً أنَّنا مُجبَرون على الإبقاءِ على حياتنا بسيطةً -قدرَ الإمكان- لنستطيعَ التعايشَ مع القوانين والقواعد المفروضة ، ونعلم أنَّ هذا لن يكون مهمَّةً سهلةً بالتأكيد، وسيكون علينا العمل كلَّ يومٍ من أجل التغلُّبِ على أكبر عقبةٍ على الإطلاق، وهي: عقلياتنا. تقول الدكتورة اميرة حبراير الخبيرة النفسية كُلَّما كانت حياتنا أكثرَ تعقيداً، أصبحَت محمومةً أكثر، وازدادت قلقاً وخوفاً؛ لذا إذا كنت تشعر أنَّ حياتك مُعقدة، فإليكَ الأسباب التي تقفُ وراءَ ذلك:
-
الحياة المعقدة بطبيعتها
– التركيز على تعقيدات الحياة: إذا سألتَ كونفوشيوس (Confucius) عمَّا إذا كانت الحياة مُعقدةً بطبيعتها، فإنَّ ردَّه سيكون: “الحياة بسيطة حقاً، لكنَّنا نُصِرُّ على تعقيدها”. إنَّ هذا النوع من الانحياز سببُ مَيْلِنَا -نحن البشر- إلى تعقيدِ حياتنا بدلاً من تبسيط الأمور؛ فعندما نواجه كماً كبيراً من المعلومات، أو حينما نكون في حالةٍ من الارتباكِ حيال شيءٍ ما؛ سنركِّز بشكلٍ غريزيٍّ على تعقيد المسائل بدلاً من البحث عن حلٍّ بسيطٍ لها.
-القلق المستمر: نحنُ كبشرٍ كائناتٌ عاطفيةٌ بطبيعتنا، فعندما نكون مُرهَقين أو غاضبين أو مُحبَطين أو بائسين؛ يمكن أن يكون لأفكارنا وعواطفنا تأثيرٌ كبيرٌ في ردودِ أفعالنا وسلوكاتنا. يمكنُ للقلق المتواصل بشأنِ مشاكلك وما ينتظرك في المستقبل أن يستنزفَ طاقتك، ويتسبَّب بالضيقِ الجسديِّ والعاطفيِّ في حياتك؛ وكلَّما زادَ قلقك، بدت حياتك أكثرَ تعقيداً. لذا فإنَّ البحث عن الجانب الإيجابي أو الخيار الأفضل في وضعٍ سيئ لن يكون أمراً طبيعياً؛ فهو يتطلَّبُ العملَ والجهدَ المستمر لتجاوزِ العقباتِ والتحدياتِ التي تفرضها الحياةُ علينا.
– محاولة السيطرة على كلّ شيء في الحياة: نحنُ نعيشُ في عالٍم مُعقد، وقد يكون من الصعبِ جداً العثور على حلولٍ لجميعِ التحديات التي نواجهُها في حياتنا. كُلُّنا خائفون من شيءٍ ما، سواءً أكان الخوف من الفشلِ أم الموتِ أم فقدانِ أحد الأحبة؛ لكنَّ السعي للسيطرة على حياتك ما هو إلا محاولةٌ لقمعِ مخاوفك حتَّى لا تضطرَّ إلى مُواجهتها؛ أنتَ تحتاجُ إلى التحرّرِ من مخاوفك، وتعلُّم قبول أنَّ هناك أشياء خارجة عن إرادتك في هذه الحياة؛ وبمجرد قبولك أنَّ الحياة تعني “السير في الطريق” بدلاً من السيطرة عليه، ستجدُ أنَّ نظرتك للأمورِ ستكون أكثرَ إيجابيةً وأقلَّ تعقيداً.
– بناء سعادتك على سعادة الآخرين: ستكون حياتكَ مُعقَّدةً وصعبةً دائماً إذا كنت تربطُ سعادتك بالآخرين الموجودين في حياتك؛ إذ لا تأتي سعادتك من الآخرين، بل تنبعُ من داخلكَ أنت. إذا كنتَ تعتمدُ على سعادةِ شخصٍ آخر لتحيا الحياة، فسوف تطغى عليك تعقيدات الحياة معَ الوقتِ، وتفقد إحساسك بالذات، وتجد أنَّك تحاول إرضاءَ الآخرين وإبقائهم سعداء باستمرار؛ وهذا مُرهِقٌ ومُدمِّرٌ لعافيتك ورفاهيتك.
– الإسهام في تعزيز “الدراما” في الحياة: إنَّك تجعلُ حياتك أكثر تعقيداً ممَّا يجب أن تكون عليه من خلال “التغذِّي” على مشاكل الآخرين، إذ إنَّ الدراما ووجود أشخاصٍ تعساء في حياتك طريقةٌ لعيشِ حياةٍ مُرهقةٍ ومُعقدةٍ عاطفياً. امنح نفسك بعض الوقت لمعرفة أفضل السُّبل لإدارة الموقف دون الوقوع في فخِّ امتصاص طاقتهم السلبية.
-
الذكريات الملهمة
-تريد أن تكون الأفضل في كل شيء كان والدي على حق عندما أخبرني بالحقيقة القاسية “لن تكون أبدًا الأفضل في كل شيء”. فرص أن تكون الأول في أي شيء قليلة بشكل لايصدق. لذلك لاتقلق لأنك فشلت في أمر ما او لم تحصل على هاتف أفضل من جارك أو صديقك، فأنت بالتأكيد تتفوق عليه في أمور معنوية أو مادية كثيرة أخرى.
-أنت تتجاهل أساسيات الصحة بالطبع ، ألواح الشوكولاتة لذيذة ، وتستمتع بين الحين والآخر بها في وقت متأخر من الليل. ولكن إذا كنت تنتهك بانتظام القواعد الصحية الأساسية التي سمعت عنها حوالي ألف مرة ، وعلى الرغم من ذلك تستمر في تناول الوجبات السريعة ، ولا تحصل على قسط كاف من النوم وتتجاهل التمارين البدنية ، فإنك بلا شك ستشعر بالفزع. ثم ستكون حياتك أكثر تعقيدًا مما ينبغي. يخبرك الناس باستمرار عن قواعد نمط الحياة الصحي ،ليس لإزعاجك. فباتباع بعض النصائح المعقولة ، يمكنك بالفعل جعل أي جانب من جوانب حياتك أسهل.
التعليقات