أحمد ومحمد الأحمد شقيقان في صورة واحدة  

[ad_1]

للمرة الثانية فقط في مسيرتهما الفنية يجتمع النجمان الشقيقان أحمد الأحمد ومحمد الأحمد بمسلسل “خريف العشاق” للمخرج جود سعيد والذي كان بارعاً في انتقاء الشقيقين لدوريهما وتوظيف ما يملكانه من قدرات وموهبة في خدمة شخصياته ومسلسله الذي حقق نجاحاً كبيراً. واستطاع من خلاله تناول مواضيع كبيرة بصورة مختلفة وبميزان إخراجي يناسب تلك الحقبة الزمنية التي تناولها العمل في الستينات والسبعينات والثمانينات حيث يتناول مجموعة من القضايا الاجتماعية، ومنها زواج ثلاث فتيات من طبقات مختلفة من ثلاثة شبان من انتماءات مختلفة تجمعهم الصداقة فقط.

محمد الأحمد من المسلسل
محمد الأحمد من المسلسل

ففي العمل الذي أدى فيه أحمد شخصية “سعيد” وهو رجل يتحول لمسؤول فاسد عندما تتوفر له المغريات. فيبدو النجم السوري أحمد الأحمد بصورة مختلفة. ولعل مشهد المطار ومغادرة ” بدر” (محمد الأحمد) للدراسة ومرافقة أخيه “هلال” حسين عباس مشهد مميز على مستوى الدراما السورية ككل سواء على صعيد الأداء التكنيكي العالي للممثلين أو على صعيد الإخراج وبناء المشهد ودوران الكاميرا والإسقاطات الضوئية التي تم مزجها بإتقان.

محمد الأحمد من المسلسل
محمد الأحمد من المسلسل

ويبدو أحمد الأحمد النجم الهارب من الثمانينات بصورة مختلفة كلياً. فيبرز النجم السوري قدراته بإتقان عال وانضباط وإيقاع يتحكم بهما بما يوازي إيقاع المشهد والحكاية. ولعل أحمد من النجوم القلائل الذين يملكون فلسفة خاصة في الأداء وقدرات على التنويع في طريقة أدائهم حتى ضمن المشهد الواحد. وهو ما ظهر جلياً من خلال تحكم بردات الفعل وحتى طبقات الصوت المناسبة لكل مشهد ولكل حالة تمر بها شخصية “سعيد” التي أداها في العمل.

أحمد الأحمد من المسلسل
أحمد الأحمد من المسلسل

يظهر أحمد وهو يتخلى عن سماعة الأذن التي وضعها بعد أن فقد سمعه في الحرب بمشاهد يمكن وصفها بالخاصة. ففيها يعبر عن نفسه دون أن يسمع أحد وربما يعتقد أن لا أحد يسمعه يسير أحمد بالشخصية بخطى ثابتة نحو الذروة وبكل ما أوتي من مهارة. فالرجل ليس ممثلاً عابراً ولعل صناع الدراما السورية يعرفون ذلك جيداً بل متيقنون من ذلك وهو ما نشاهده لجهة الأدوار الصعبة التي تسند إليه دائماً. 

فيما ظهر شقيقه النجم محمد الأحمد بصورة مختلفة فهو ليس مجرد دونجوان كلاسيكي بل صبغ أداءه بلمحة كوميدية أضفت بُعداً انسانياً لشخصيته التي تمر بتحولات كثيرة من مجرد عاشق يتمنى الزواج بحبيبته إلى خلافات صادمة معها تدفن هذا الحب وهو على قيد الحياة .. من رجل طموح إلى رجل باحث عن لملمة خيباته الأسرية بتصرفات طائشة هنا وهناك. فأثبت محمد بما لا يدع مجالاً للشك أنه يستحق الحالة الفنية التي رسمت حوله
يظهر محمد شخصية ” بدر” بكل بساطتها وعفويتها وبكل جوانب ضعفها وقوتها. فيجعلها شخصية مركبة معقدة بكل بساطة فكيف لا وهو ممثل يجيد التحول ضمن الدور والمساحة ويجيد أن يقدم نفسه كما يحب.

يتكئ محمد على خبرته في السينما، ويتكئ معه “بدر” على موهبته فيطوعها لخدمة شخصيته لتكون شكلاً جديداً لنجم يبرع بكونه ممثلاً لامعاً لا مجرد نجم فقط .
ولعل تنوع أدواره بين السينما والدراما وأدائه المختلف كلياً بينها، يثبت أن محمد يمتلك موهبة خاصة يطوعها لخدمة ظهوره بشكل مختلف في كل دور يؤديه. وفي المشاهد التي جمعت الشقيقين ظهر حجم التناغم والكيمياء بينهما رغم أنها المرة الثانية التي يؤديان فيها مع بعضهما البعض. فكان سندهما أنهما ممثلان يستندان إلى ما يملكانه من مهارة ولا يريدان الوقوف أمام الكاميرا لمجرد مرور الوقت. فالممثل الشغوف يستمتع بما يقدم وهو ما بدا جلياً من خلال سعيد وبدر في “خريف العشاق” ولربما يمكن القول إن ثنائية الشقيقين أحمد ومحمد الأحمد هي ثنائية من ذهب للأيام القادمة، ولربما استطاعت كاميرا جود سعيد أن تجمعهما لتترك للأيام أن ترينا إياهما في مشاهد ولقطات وصورة درامية قادمة.
 



[ad_2]

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *